الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .. أما
بعد :
أختاه.. يا
جوهرة مكنونة ويا درة مصونة يامن شرفكِ الله بهذا الدين العظيم وبفضله
وحده اصطفاكِ لكي تكوني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يامن حملتِ على
عاتقكِ أوامرهذا الدين ونواهيه فاتبعتِ ما يرضي الله جل وعلا وابتعدتِ على
ما يسخطه لتفوزي بجنة الخلد التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر
على قلب بشر !
أخيتي الغالية .. كيف
فرطتي في أمر من أوامر الله جل وعلا وكشفتِ ذلك الغطاء عن وجهكِ السمح
ورمز جمالكِ وبهائكِ فجعلتيه عرضتاً للرجال الأجانب ينظرون إليه ويتلذذون
به كيفما شاءوا وأرادوا وفوق ذلك افتتانهم به ! وتلك غريزة في بني آدم كما
قال رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم: ( مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ ) رواه البخاري ومسلم
.. فهل ترضين يا أختي الحبيبة أن تكوني سبباً في فتنة كل من ينظر إليكِ من
الرجال الأجانب صدقيني هذا لايرضي الله جل وعلا ولا يرضيكِ فالله لم يجيز
لك كشف وجهكِ إلا عند النساء مثلكِ والمحارم من الرجال فقط وإليكِ هنا أدلة
وجوب تغطية المرأة لوجهها أمام الرجال الأجانب:
من القرآن الكريم :
قوله
تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ
وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ
ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا
رَحِيمًا ) (الأحزاب / 59)
قال
ابن عباس رضي الله عنهما : " أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن
في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة " .
وتفسير
الصحابي حجة بل قال بعض العلماء : إنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله
عليه وسلم . وقوله رضي الله عنه : ويبدين عيناً واحدة إنما رخص في ذلك لأجل
الضرورة والحاجة إلى نظر الطريق فأما إذا لم يكن حاجة فلا موجب لكشف العين
. والجلباب هو الرداء فوق الخمار بمنزلة العباءة.
قوله
تعالى: ( وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا
فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ
مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (النور /60)
وجه
الدلالة من الآية أن الله تعالى نفى الجناح وهو الإثم عن القواعد وهن
العجائز اللاتي لا يرجون نكاحاً لعدم رغبة الرجال بهن لكبر سنهن بشرط أن لا
يكون الغرض من ذلك التبرج والزينة.وتخصيص الحكم بهؤلاء العجائز دليل على
أن الشواب اللاتي يرجون النكاح يخالفنهن في الحكم ولو كان الحكم شاملاً
للجميع في جواز وضع الثياب ولبس درع ونحوه لم يكن لتخصيص القواعد فائدة .
ومن قوله تعالى ( غير متبرجات بزينة ) دليل آخر على وجوب الحجاب على الشابة
التي ترجو النكاح لأن الغالب عليها إذا كشفت وجهها أنها تريد التبرج
بالزينة وإظهار جمالها وتطلع الرجال لها ومدحها ونحو ذلك ، ومن سوى هذه
فنادر والنادر لا حكم له .
قوله
تعالى : ( لا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنَّ
وَلا إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ
أَخَوَاتِهِنَّ وَلانِسَائِهِنَّ وَلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ
وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا )
(الأحزاب / 55) .
قال
ابن كثير رحمه الله : لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء
الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم كما استثناهم في سورة النور عند قوله تعالى :
"ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن"
ثم
أسألكِ بالله أخيتي الحبيبة هل كانت نساء النبي صلى الله عليه وسلم
والصحابيات الجليلات المعروفات بتقواهن وورعهن وحيائهن يسمحن للقاصي
والداني برؤية وجوههن والتلذذ بجمالهن والافتتان بهن وهن العفيفات الطاهرات
المؤمنات ؟! لا أقول بأنكِ لا تتصفين بهذه الصفات حاشاكِ أخيتي الغالية
لكني أريد مني ومنكِ الإقتداء بهن في جميع أحوالهن بغية نيل رضا الخالق
سبحانه وتعالى في كل حال ! استمعي معي أيتها الفاضلة وتأملي ماذا كانت تقول
نساء النبي في مسألة تغطية المرأة لوجهها :
ما
ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي الفجر فيشهد معه نساء من المؤمنات متلفعات بمروطهن ثم يرجعن
إلى بيوتهن ما يعرفهن أحدٌ من الغلس . وقالت : لو رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم من النساء ما رأينا لمنعهن من المساجد كما منعت بنو إسرائيل
نساءها " . وقد روى نحو هذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
والدلالة من هذا الحديث من وجهين :
أحدها: أن الحجاب والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمهم على الله عزوجل .
الثاني: أن
عائشة أم المؤمنين وعبد الله ابن مسعود رضي الله عنهما وناهيك بهما علماً
وفقهاً وبصيرة أخبرا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لو رأى من النساء ما
رأياه لمنعهن من المساجد وهذا في زمان القرون المفضلة فكيف بزماننا !!
عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا
حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى
وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ " رواه أبو داوود (1562) .
ففي
قولها " فإذا حاذونا "تعني الركبان " سدلت إحدانا جلبابها على وجهها "
دليل على وجوب ستر الوجه لأن المشروع في الإحرام كشفه فلولا وجود مانع قوي
من كشفه حينئذٍ لوجب بقاؤه مكشوفا ًحتى مع مرور الركبان .
عَنْ
أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ
جَلَابِيبِهِنَّ خَرَجَ نِسَاءُ الْأَنْصَارِ كَأَنَّ عَلَى رُؤوسِهِنَّ
الْغِرْبَانَ مِنْ الْأَكْسِيَةِ . سنن أبي داود : كتاب اللباس : باب في
قوله تعالى ( يدنين عليهن من جلابيبهن ) .
قال صاحب عون المعبود في شرح سنن أبي داود في شرح عبارة :
(كأن على رؤوسهن الغربان ) : جمع غراب ( من الأكسية ) : جمع كساء شبهت الخُمُر [جمع خمار ] في سوادها بالغراب
وعن عائشة رضي الله عنها قالت في حادثة الإفك : ( وَكَانَ
صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ قَدْ
عَرَّسَ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأدلَجَ فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي،
فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَأَتَانِي فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي،
وَقَدْ كَانَ يَرَانِي قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ عَلَيَّ،
فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي
بِجِلْبَابِي )
]أسمعتِ أخيتي ماذا قالت (خمرت وجهي بجلبابي ) أي غطيت وجهي بجلبابي ولم تقل غطيت رأسي ! فكيف بعد هذه الأدلة تشككين في وجوب تغطيتكِ لوجهكِ !
أما هنا فأنقل إليكِ بعض المفاسد المترتبة على كشف المرأة لوجهها :
أولا:
أنكشف المرأة لوجهها أمام الرجال الأجانب معصية لله تعالى ومعصية لرسول الله
صلى الله عليه وسلم والمعاصي شؤمها عظيم وخطرها جسيم في الدنيا وفي الآخرة
.
ثانياً:
أن فيه زوال لحياء المرأة ... فإن حياءها مرتبط بحجابها فإن تبرجت وأسفرت عن وجهها زال حياؤها .
ثالثاً:
أن كشف المرأة لوجهها أمام الرجال الأجانب مؤد للافتتان بها من الرجال
والشباب .فتكون سبباً في فتنتهم وإنحرافهم فتحمل إثمها وإثمهم ولا حول ولا
قوة إلا بالله .
رابعاً:
أنها تعرِّض نفسها للإيذاء بالكلمات الساقطة والنظرات العابثة من مرضى ً القلوب .
خامسا:
أنها قد تعرِّض نفسها للإختطاف أو الإيذاء الجسدي والعياذ بالله عند الفتنة بها
سادساً:
أنها قد تعرض نفسها للعين والحسد سواء من عيون الإنس أو حتى من عيون الجن ..
وعندها تطوف الأرض بحثاً عن العلاج من غير فائدة .. إلا أن تعود فتتوب .
سابعاً:
أنها قد تعرض نفسها لدعاء بعض الصالحين فيدعون عليها غيرة لدين الله تعالى ...
ثامناً:
أن في ذلك تعويد للأمة على استمراء المنكرات شيئاً فشيئاً .. فاليوم كشف
للوجه ..وغداً للرأس والشعر وبعد غد للذراع . وبعد ذلك ...؟!! والعياذ
بالله
تاسعاً:
أن فيه نشر للمنكرات في هذه الأمة . وقد قال تعالى : {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} (لأعراف:56)
عاشراً:
أن المرأة إذا رأت نفسها مساوية للرجل في كشف الوجه والتجول سافرة لم يحصل
فيها حياء ولا وجل من مزاحمة الرجال والإختلاط بهم ومجاهرتهم بالكلام والرد
وفي ذلك فتنة كبيرة وفساد عظيم.[رسالة الحجاب لسماحة الشيخ ابن باز ]
الحادي عشر :
أن المرأة حينما تكشف وجهها .. إنما تسعد بذلك أعداء الأمة من اليهود
والنصارى فيفرحون بذلك أشد الفرح .. في حين أنها تعادي أولياء الله من دعاة
الخير .
الثاني عشر :
أن في ذلك تقليد لنساء الغرب وتشبه بهم فلا يكاد المسلم يفرق بين نساء
المسلمين ونساء الكافرين .وقد قال صلى الله عليه وسلم ومن تشبه بقوم فهو
منهم ) رواه أحمد2/50وأبوداود 4031 .
الثالث عشر :
قلت والأشد من ذلك ما قد استحوذ على قلوب كثير من نساء المسلمين وفي بلاد
كثيرة من كشف العين والتلثم فتخرج المرأة مبدية نصف وجهها وتظن أنها قد
تحجبت وكذبت والله ثم كذبت فهي بهذا الصورة والهيئة فتنة عظيمة للرجال ..
فاتقي الله يا أمة الله ولا يكن حالك كحال تلك النسوة المتلثمات !!
من كتاب كلمات عابرة للمرأة المسلمة المعاصرة/الشيخ محمد أمين مرزا عالم.
( اللهمْ صلِّ و سلم و بارك على آلحبيب المصطفى )
مَامن صَلاةٍ واحِدة على النّبي تَرتفعُ إلى السّماء إلا وتَهطُل بعَشر ..
عَجباً لمن يَبخل ♡' آللّهُمَّ صّلِ وسَلّمْ عَلۓِ سَيّدنَآ مُحَمد ﷺ
سبحآن الله - و الحمد لله - و لآ إله إلآ الله - و الله أكبر - أستغفر الله