للميم الساكنة ثلاثة أحكام :
-1: الإخفاء الشفوي
وسمي هذا النوع من الإخفاء شفوياً لخروج الميم والباء من الشفتين .
إذا وقع بعد الميم الساكنة سواء كانت أصلية من مبنى الكلمة أو زائدة كميم الجمع :حرف الباء ولا يكون إلا من كلمتين الميم آخر الكلمة الأولى والباء أول الكلمة الثانية. فإن حكم الميم هو وجوب الإخفاء الشفوي.كما في قوله تعالى:
{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (سورة آل عمران الآية: 101)
والإخفاء الشفوي صوته نفس صوت الإقلاب لأنه جزء منه فهو المرحلة الثانية من الإقلاب.
-2:الإدغام الشفوي
وذلك إذا وقع بعدها ميم أخرى متحركة كما في قوله تعالى {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } (سورة البقرة الآية: 29)وهنا تدغم الميم الساكنة في الميم المتحركة وصارت ميماً واحدة مشددة يرتفع معها اللسان ارتفاعة واحدة.، ويسمى هذا إدغام متماثلين صغير ولابد من وجود الغنة فيه بمقدار حركتين.أكمل ما تكون وكمالها في قوة صوتها أي قوة الإعتماد على المخرج.فالعبرة بقوة الغنة لا زمنها.
-3:الإظهار الشفوي
وهو أن تقع بعد الميم الساكنة أي حرف من حروف الهجاء عدا حرف الباء والميم وباقي الحروف إذا وقعت بعد الميم الساكنة وجب إظهار الميم الساكنة .
ويكون الإظهار آكد عند حرفي الواو والفاء وأوضح و يسمى يالإظهار الشديد .
حتى لا تختفي الميم عند هذين الحرفين نظرا لعلاقة التجانس بينها وبين الواو والتقارب بينها وبين الفاء.
والشاهد من المنظومة:
واحذر لدى واوٍ وفا أن تختفيلقربهما والاتحاد فاعرفِ.
امتنع إخفاء الميم الساكنة عند الفاء حتى لاتشتبه بالنون .وامتنع إدغامها فيه حتى لا يختل مبنى الكلمة بذهاب ذات الميم حال الإدغام.
وامتنع ادغامها في الواو لأنه سيكون مثل الإدغام الناقص ويلتبس الأمر في أصلها هل هي ميم أو نون.
تنبيه
لورش حكم خاص لميم الجمع الزائدة إذا أتت بعدها همزة قطع يضمها ويصلها بواو لفظية يمد عليها بالإشباع مقدار ست حركات حال الوصل. وتلحق بالمد الجائز المنفصل.
أحكام النون والميم المشددتين
إذا أتت النون والميم مشددتين سواء كان هذا التشديد أصلي ويكون من كلمة مثل : الجنّة- لكنّا
أو بسبب الإدغام ويكون من كلمتين: مثل : من نعمة – من مال.
وتأتي في الإسم والفعل والحرف إما متوسطة أو متطرفة وحال الإدغام تكون في أول الكلمة.
فإن الحكم هوالغنة أكمل ما تكون بمقدار حركتين وتضبط بالمشافهة وتتبع مرتبة التلاوة بين التحقيق والحدر والتدوير.
كما في قوله تعالى :{وَإِنِي لَغَفارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُم اهْتَدَى}(سورة طه الآية: 82).
{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (سورة المائدة الآية: 16)
تنبيه:
-1:وبالنسبة لمراتب الغنن تكون باعتبار قوة الصوت أي قوة الإعتماد على المخرج لا الزمن . ودليل ذلك أن زمن غنة الإخفا ء الحقيقي هو نفسه زمن الغنة في الميم والنون المشددتين ولكن قوة الصوت في الميم والنون جعلهما ينفردان بالمرتبة الأكمل ما تكون وبعدهما في المرتبة الثانية غنة الإخفاء بنوعيه.الحقيقي والشفوي.ولو كان الاعتبار بالزمن لكانت لهما نفس المرتبة.
-2:أذا وقعت لي نونأو ميم مشددتينآخر الكلمة مثل: {ولا جانّ – طلقتموهنّ} فإن الحكم هو غنة أكمل ما تكون ثابتة في الوصل والوقف بنفس الزمن. حركتين.
